رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة
رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة
رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة واحدة من الطرق التي يستخدمها البعض في إبطال السحر ورده دون الأذى والضرر الناجم عنه، فالاستعانة بالله -عز وجل- أمر واجبٌ لا محالة عند قضاء الحاجات، ومن هذه الحاجات طلب العون من الله أن يُبعد شر السحرة وأن يجعل كيدهم في نحورهم.
لذلك فبالإضافة إلى الأدعية والأذكار توجد آيات من القرآن يتم انتقاءها بناءً على إشارات ودلائل ومعانٍ معينة من أجل الاستعانة بها في هذا الصدد، ومن خلال موقع elso9.com سنتحدث عن موضوع رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة.
ستجد في هذا الموضوع..
رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة
كيفية قراءة سورة الزلزلة لرد السحر
حول تفسير سورة الزلزلة
ضرورة التحصين من السحر
رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة
إن السحر هو عمل يربط بين الإنسان والشيطان، فبدلًا من أن يعزز العبد من صلته بربه، يعزز صلته بالشيطان من خلال التقرب إليه ليعينه على السحر، فالساحر كافر بالله خادم للشيطان، حيث إن الساحر يقوم بالمحرمات وفي مقابل طاعة الشيطان تساعده الشياطين على إلحاق الضرر بالناس وتشتيت أمرهم.
كما أن هناك أدلة في نصوص قرآنية واضحة على وجود السحر، فنحن نقول إن الساحر كافر لكننا لا نكفر بوجود السحر ذاته، ففي قول الله -تعالى- في سورة البقرة: “وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ” (الآية 102).
هناك عدة طرق من أجل رد السحر على من قام به، أي على الساحر ذاته، منها تلاوة آيات القرآن، ومن هذه الآيات سورة الزلزلة، وتُقرأ ثلاث مرات، هذا مع كثرة الدعاء برد السحر على الساحر، من أجل إبطال مفعول هذا السحر على الشخص المسحور، أو الذي يرغب الساحر في إلحاق الضرر والأذى به.
كيفية قراءة سورة الزلزلة لرد السحر
في حديثنا عن رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة عليك قبل القيام بذلك ألا تحدد شخصًا بعينه، فالله فقط من يعلم من هو الذي سحرك؛ لذلك فعند النية وكل الأمر إلى الله وحصن نفسك بالقرآن الكريم، واجعل النية في أن يرد الله الضرر لصاحبه، وعند التوكل على الله -سبحانه وتعالى- سيريك عجائب قدرته وجبروته وانتقامه ممن يريد إلحاق الضرر بالعباد.
يشار في الطريقة المذكورة إلى أنه يتم قراءة سورة الزلزلة 3 مرات كاملةً، يتخلل كل مرة وقفة عند كلمة “أشتاتًا” حيث يتم تكرارها منفردة 33 مرة، وبعدها يقول: يا أيتها الأرواح المرسلة لنا في السحر المعمول أذهبوا من أماكنكم هذه ومن ساعتكم هذه إلى من تسبب في عمل السحر لنا، ودمروه بدون إصابتي أو عائلتي بسوء.
على أن يتم هذا الترتيل بالخطوات المذكورة في كل يوم عدا يوم الأربعاء، ثم تقوم بالآتي:
تكرار قول الله -تعالى- في سورة البقرة: “فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (الآية 137) قرابة 804 مرة.
ثم تصلي الفجر يوميًا وبعد الفجر تحديدًا تذكر قول الله -تعالى-: “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” (الآية 44 سورة غافر) حوالي 100 مرة.
بعدها تقوم بقراءة الدعاء:
بسم الله الرحمن الرحيم، قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، اللهم إني أعوذ بك من كيد الفاسق ومن سطوة المارق ومن لدغة الغاسق، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، والله من ورائهم محيط.
اللهم إني أسألك باسمك الكريم الذي لا إله إلا هو رب السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، أن تصلي على محمد النبي الكريم وأن تحفظني من سحر السحرة الحالي والماضي والمستقبلي، وأن ترد كيد الساحر في نحره بحق اسمك الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
حول تفسير سورة الزلزلة
نذكر الآيات الكريمة في سورة الزلزلة بقول الله -تعالى-: “إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)”.
فيخبرنا الله -تعالى- بأن يوم القيامة ستحدث فيه عدة أشياء غير مألوفة للعادة، حيث تتزلزل الأرض وينهار ما عليها، كما أنها ستشهد على الخلق وأعمالهم من خير أو شر؛ لأن ذلك من أمر الله وهي لا تعصي الله أبدًا، وهكذا فمن العلامات ما يريد الله أن يخبر به العباد بأنه على كل شيء قدير وعالم بكل شيء؛ ليريهم ما اقترفوا من سيئات وحسنات، ونتاج ذلك من الثواب أو الجزاء.
كما أن في سورة الزلزلة ترغيب على فعل الخير حتى ولو بمثقال ذرة وهي أقل الأشياء، علاوةً على الجانب الآخر من الترهيب والتحذير من ارتكاب المعاصي حتى ولو بأصغر الأمور.
نشير في حديثنا عن رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة إلى أنه لا بأس من إتباع هذه الوسيلة، فهي من قبيل قراءة القرآن، لكن ما يُقال من نصوص أو غيرها التي لا نجد لها سبيلًا من الصحة أو الذكر في إرشادات الشريعة الإسلامية بما نستند إليه من القرآن والسنة، فلا داعي لترديدها لربما تكون من البدع، بل إن تلاوة آيات القرآن بصدق وإخلاص كفيلة بأن تبعد الأذى والضرر عن كل مهموم أو مسحور.
ضرورة التحصين من السحر
حول حديثنا عن رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة، فإننا نشير إلى أنه لا يُمكن إتباع طريقة محددة والاعتقاد بأن مثل هذه الطريقة من الممكن أن ترد السحر، فالانجراف حول ما يقال من الطرق دون التوكل على الله والإيمان بأنه هو وحده الضار والنافع، يُمثل مشكلة في عقيدة الإيمان يتعين النظر إليها أولًا.
فإذا أشرنا إلى حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ” (صحيح الترمذي).
فمن اليقين وصدق الإيمان ما يجعل المرء لا يخاف سوى الله -سبحانه وتعالى-، بل يخاف فقط من أن يعصيه؛ لذلك فكل المخلوقات بما فيهم شياطين الإنس والجن والسحرة الكفرة لا يستطيعون أن يتسببوا في إلحاق الضرر بعبد، دون أن يكون ذلك من قضاء الله وقدره النافذ.
لكن الله أمرنا -سبحانه- بالأخذ بالأسباب؛ لذلك فيجب على العبد أن يحصن نفسه من الشرور عامة وليس فقط السحر، ذلك بقراءة القرآن على الدوام وليس فقط من أجل غرض إبطال السحر أو رده على الساحر.
مستندين في هذا الصدد إلى قول الله -تعالى- في سورة الرعد: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الآية 28)، وما الربط بين الإيمان وذكر الله وطمأنينة القلب والنفس إلا دلالة للمؤمن أنه لا مُنجي من الله إلا إليه، تأكيدًا على قولنا بأهمية التحصين من السحر من خلال قراءة القرآن والأدعية بل والإلحاح في الدعاء، علاوةً على ذكر الله -عز وجل- والإكثار من الاستغفار، ففي ذلك طمأنينة للنفس وتهذيبًا لها.
إن رسولنا الكريم قد حذرنا من الساحر ومكره؛ لذلك فيجب أخذ ذلك الحذر من خلال التحصين بذكر الله -عز وجلّ-، وفي تقديمنا لكم لطريقة رد السحر على الساحر بسورة الزلزلة أشرنا إلى أن تلاوة القرآن في العموم هي من الوسائل المحببة لحماية النفس من الشرور وتحصينها من الأذى، ونسأل الله الثبات والرشد في القول والعمل.